بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
لعلنا نلاحظ أن أسرع ما يفقد من أعمال الصلاة هو السجــود ..
فالحوادث التي تصيب الشخص في أي من أعضائه أول ما تعيقه عن السجود .. فالإصابة في اليد أو القدم أو الرأس أو العين أو الأذن ، أو حتى اللوزتين تعيقه عن السجود ، وإن لم تعقه إعاقة تامة فإنها تمنعه من الإطالة في السجود .. إضافة إلى أمراض الضغط ، والمفاصل ، والعظام .. وغيرها الكثير ..
كما أن التقدم في السن ، يمنع من الإطالة في السجود ، وكثيراً ما نشاهد في المساجد من يصلي على كرسي من كبار السن ..
وكل هذه المعوقات تحرم الإنسان من نعمة عظيمة : ألا وهي نعمة إطالــة السجـــود ..
كان يوسف بن أسباط يقول : " يا معشر الشباب بادروا بالصحة قبل المرض ، فما بقي أحد أحسده إلا رجل يتم ركوعه وسجوده ، وقد حيل بيني وبين ذلك " ..
وقال سعيد بن جبير : " ما آسى على شيء من الدنيا إلا على السجود " .
فيا لها من نعمة عظيمة .. فلنستمتع بها قدر الإمكان .. فلا ندري متى سيحال بيننا وبين الاستمتاع بها !!!
قال تعالى : { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ }
عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال : ( لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو بأحب الأعمال إلى الله ، فسكت ، ثم سألته فسكت ، ثم سألته الثالثة فقال : سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : عليك بكثرة السجود لله ، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، وحط عنك بها خطيئة ) .
** يروى عن علي بن عبدالله بن عباس أنه كان يسجد في كل يوم ألف سجدة ، وكانوا يسمونه السجاد ..
** قال أبو هريرة رضي الله عنه : " أقرب ما يكون العبد إلى الله عز وجل إذا سجد ، فأكثروا الدعاء عند ذلك " ..
** وقال عقبة بن مسلم : " ما من خصلة في العبد أحب إلى الله عز وجل من رجل يحب لقاء الله عز وجل ، وما من ساعة العبد فيها أقرب إلى الله منه حيث يخر ساجداً " ..
فضيلــة عظيمــــة
قال عطاء الخراساني : " ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له يوم القيامة ، وبكت عليه يوم يموت " ..
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : " ما من بقعة يذكر الله تعالى عليها بصلاة أو ذكر إلا افتخرت على ما حولها من البقاع ، واستبشرت بذكر الله عز وجل إلى منتهاها من سبع أرضين ، وما من عبد يقوم يصلي إلا تزخرفت له الأرض " ..