السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي اخواتي
في شاب قضى كل حياته كفيفا ما يرى شيئا على الإطلاق ،أصلا هو ولد كفيفا وقضى كل حياته
لا يرى شيئا حتى وصل عمره 35 سنة ،مرة من المرات صبح صباح فتح عينيه وإذا به يبصر –
سبحان الذي شافاه- الشاب هذا أول ما فتح عينيه وأبصر الحياة خرج من غرفته سريعا إلى
الحديقة المجاورة في منزله يريد أن يبحث عن أحد من أهله حتى يشاهد أخواته ويشاهد إخوانه
ويشاهد والدته ووالده ،على الأقل يمتع عينه بهم وأيضا يبشرهم ،الفرحة كانت غامرة ،تخيلوا
مولود كفيف و 35 سنة وهو كفيف ،خرج إلى سور الحديقة فسمع صوت الديك – ديك كان
يسمع صوته طوال السنين اللي راحت ويسمع صوته وهو يصيح- واليوم يراه أمامه ،شاهد
الديك في أول مرة وطول عمره يسمع صوته ،بس المهم ليس الديك الآن ، المهم هو أين أسرته
حتى يبشرهم بأنه رجل رجع مبصرا مرة أخرى ،بدأ يبحث وبينما هو يبحث للأسف الشديد –
يالخيبة الأمل- لم يجد أفراد أسرته وعاد كفيفا مرة أخرى ،لم يبصر إلا ثلاث دقائق فقط ،فتح
عينيه ثلاث دقائق ثم اختفى البصر مرة أخرى وقضى باقي عمره كفيفا ،في كل حياته ما شاف
إلا خمس دقائق فقط وايش شاف في الثلاث دقائق؟ شاف الديك! الموضوع وين الآن ؟ صار
أخونا بما أنه ما شاف إلا الديك يقيس كل شيء على الديك ويربط كل شيء بالديك،فمثلا إذا
أراد أن يتزوج فقالوا له إنها فتاة حسناء فيتمثل في ذهنه صورة الديك أحلى من الديك ولا ....!
السيارة –هناك سيارات- فيقول يعني سيارة حجمها أكبر من الديك ولا أصغر من الديك ؟
المنظر هذا الجميل مين أحلى هو ولا الديك ؟ اللون هذا أحمر ،كيف يعني لون أحمر ؟ يعني زي
لون الديك ولا يختلف عن لون الديك وبدأ يربط كل شيء بموضوع الديك ،هو أصلا ما شاف إلا
هو، وكل شيء يعني اللون الأزرق يعني نفس اللون الموجود ضمن ألون الديك اللي أنا شفتها
ولا مش موجود ؟،يربط كل شيء في حياته بهذه الصورة التي لم ير غيرها والتي علقت في
ذهنه وهذه الصورة أصبحت ثابته في عقله وأصبحت المقياس الذي يقيس عليه ،قصة مضحكة
قصة الديك ،أنا ما أعرف إذا كانت قصة واقعية أم لا ،لكن هناك ما هو أسوأ من قصة الديك
موجود في حياتنا ،كثير من الناس من ارتبط بذهنه بصورة ثابته لا يمكن أن يتغير ،يقيس كل
شيء عليها ويربط كل شيء بها ويرفض كل شيء مغاير لها ويرفض كل شيء مخالف لها ،تلك
الصورة التي يثبتها في عقله ويثبتها في ذهنه هي صورة تمثل خبرة داخلية مختزنة في العقل
الباطن عن الحياة لا يمكن أن يقبل الحياة بغيرها ولا يمكن أن ير الحياة بغيرها
ويبدأ يتعامل مع الناس بناء عليها .
جاء شخص لصديق ،قال له ما القصة يا فلان اين النجاح قال محل على يميني ومحل على
يساري محل في المنتصف والزباين ضاعوا ،قال له اسمع في حل سهل جدا ايش الحل؟
قال له الحل ياحبيبي أنت محلك في المنتصف وهذا محل على اليمين ومحل على اليسار؟
اكتب على باب محلك المدخل الرئيسي فما تكتب المدخل الرئيسي ييجي الناس يشوفوا ايش هذا
فيدخلوا من الباب اللي في المنتصف وهذا هو باب محلك ولما يدخلوا يشتروا من عندك ،والله
فعلا سواها !وكتب على باب محله المدخل الرئيسي فصار كل زبون يأتي من بعيد يشوف المدخل
الرئيسي والمدخل في المنتصف فيدخلوا إلى محله وبذلك استطاع أن يعيد حيوية المتجر من
جديد وأن يعمل من جديد بشكل ممتاز وأن يحسن من وضعه مرة أخرى
أي صورة ثابتة في عقلك هزها ثم أبعدها وانظر لما بعدها ستجد أن الحياة أوسع وأن الأمور
مختلفة وعلى قدر ما تستوعب الحياة تستطيع الحياة استيعابك بشكل أفضل .